لكل بلد من البلدان العربية طابع وأسلوب في ولائم الأعراس، حيث يكون لهذه الولائم طابع خاص وأصيل وتكون هذه الولائم في بلادنا العربية بدعوة عامة ومفتوحة لكل أهالي القرية التي يقام بها العرس.
وهذه مجموعة من الكواليس لولائم حفل الزفاف في مدينة "نجد"
• ولائم الأفراح في نجد:
ولائم الأفراح في نجد - وسط الجزيرة العربية- حيث يحكي مراسل بوابة "باب" السعودية عن تلك الأيام الخوالي التي كانت الحالة فيها شحيحة، ولكنها كانت في الوقت نفسه مفعمة بروح المحبة والتضامن وكرم الضيافة.
ويروى أنه لم تكن الولائم في نجد مخصصة للمدعوين فقط، بل كانت من نصيب الجميع، فكان العرس يخص أهل القرية، فالجميع مشغولون والجميع فرحون، والجميع مشاركون في إشارة إلى أن صورة ولائم الأعراس قديماً كانت جميلة وبسيطة، وكان أهم ما يميزها إضافةً إلى ما سبق تلك الفزعات أو المساعدات النبيلة التي تبذل دون طلب، فلا يذكر أن في بيت فلان عرساً حتى يقدم إليهم كل ما يحتاجون من" القدور والصحون والمواقد والصواني”.
حيث تشارك النساء جميعاً في إعداد وليمة العرس فلكل بيت حوش أو مساحة من الأرض ملحقة به، قبل العرس بيومين أو ثلاثة يتم تجهيز المكان وينظف وتبعد منه المواشي إن كانت موجودة، وعندما يحين وقت العرس يعد غداء صغير لإكرام الضيوف القادمين من خارج القرية. أما العشاء فيشمل الجميع (أهل العروس وأهل العريس) ضيوفا وأصحاب أرض.
وفي اليوم التالي ينتقل الاستنفار إلى بيت أهل العريس، ليقوموا بدورهم بإعداد غداء للضيوف ثم تجهيز عشاء كبير يجمع كل أهل القرية في ليلة ما بعد العرس أو ليلة الزفاف ويقال لها (التحوال). وأيا كان مكان الفرح، في بيت أهل العروس أو أهل العريس، فإن حالة الاستنفار تشمل كل أهل القرية، فيقومون بجمع القدور الكبيرة من كل البيوت ـ عادة الميسورين ـ يلي ذلك توافد النساء إلى مكان الطبخ، فتنصب القدور على (المراكي) أو (الأثافي) وهي عبارة عن ثلاثة أحجار كبيرة توضع القدور فوقها وتشعل بينها النار تحت القدر، وتطبخ وليمة العرس التي عادة ما تكون (الجريش) في عدد من القدور، يكفي بطبيعة الحال لإطعام كل أهل القرية نساء ورجالا ـ بينما يطبخ اللحم في قدور أخرى. واللحوم تكون إما عدد من رؤوس الأغنام أو جمل صغير ـ وبعض الأحيان الاثنين ـ عدد من الأغنام وجمل صغير يسمى (الحاشي).
وهنا وتطبخ وليمة العرس على دفعتين، الأولى مبكرة قليلاً تبدأ من بعض صلاة العصر مباشرة، وهذه يتم توزيعها في أوانٍ صغيرة تسمى (البوادي) تحوي كمية مناسبة من (الجريش) وقطعة من اللحم وتسمى (الطعمة). تقوم النساء عادة بتوزيعها مع الفتيات والصبية إلى كل بيوت القرية، ويكون حجم البادية (أي آنية التقديم) مناسبا مع حجم الأسرة المقدم لها العشاء. أما الدفعة الثانية فهي مخصصة بكاملها (للجنب) وهي كلمة منحولة من كلمة (الأجانب) أي أهل العريس وضيوفهم الذين يفدون بعد صلاة المغرب مباشرة إلى مكان العرس المجهز بالقرب من مكان الطبخ أو في جزء منه، يفصل بينه وبين مكان الطبخ عادة ساتر أو حاجز أو رواق. وعادة ما تقدم فناجين القهوة للضيوف حال وصولهم إلى مكان العرس وسط غيوم البخور، وأصوات الترحيب والتهليل والدعاء بالتوفيق.
ثم تقدم بوادي (المرق) التي يتناولونها بفناجين القهوة، ثم تقدم صحون (الجريش) تعلوها قطع اللحم. يذكر أنه من ضمن حالة الاستنفار يتم جمع دلال القهوة وأباريق الشاي والمباخر وأواني المياه التي تسمى (الغضارات). وقبلها بيومين أيضا يتم جمع كميات من الحطب إما حطب السمر وإما الأرطي وإما من جذوع الأثل وكرب النخيل، وفي الغالب إن كان أهل العريس وأهل العروس من القرية نفسها.. فإن جميع ما تم جمعه في بيت أهل العروس ينتقل في الليلة نفسها وبعد أن ينتهي كل شيء ويخلد الضيوف إلى النوم، تنتقل إلى بيت أهل العريس ويتكرر المشهد في اليوم الثاني.
المصدر :مجلة الجمال