نظراً لنمط الحياة السريع الذي نعيشه حالياً، والحالة الاقتصادية الحرجة، في ظل الارتفاع الرهيب في أعداد العاطلين، يضطر الكثيرون للجلوس لساعات طويلة لأي ظروف، كالعمل المتواصل مثلاً، أو أمام الكمبيوتر والتلفزيون، غير مبالين بما سيحدث لهم من أضرار خطيرة على أجسامهم.
وفي دراسة تدق ناقوس الخطر، وتحذر من أضرار الجلوس لساعات طويلة، كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الجلوس أمام المكتب لساعات طويلة، يعرض الصحة للخطر بالتدريج، مثلما يعرضها لذلك التدخين والجلوس في الشمس. **وأكد علماء النفس بجامعة ليدز البريطانية، أن الاستخدام المفرط للإنترنت يضاعف أعراض الاكتئاب. وخلصت الدراسة التي أجريت على 1319 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 16 و51 عاماً، إلى أن حوالي 2.1% من هؤلاء يمكن تصنيفهم على أنهم مدمنو إنترنت، وأنهم أكثر عرضة لتطور أعراض الاكتئاب.
وأوضح العلماء أن الإفراط في الاعتماد على الإنترنت في جميع المعاملات اليومية من دفع الفواتير وشراء جميع المستلزمات والتفاعل الاجتماعي فيما يعرف بغرف الدردشة يعتبر إدماناً.
وأضافت الدراسة أن الإدمان على الإنترنت يعمل على عزل الأشخاص عن محيطهم الاجتماعي والانعزال عن مجتمعهم، ويضر بأنشطتهم اليومية، ويزيد فرص الاكتئاب والتوتر النفسي لديهم.
الكمبيوتر يهدد خصوبتك وقد توصلت دراسة أمريكية إلى أن الإفراط في استخدام الكمبيوتر المحمول له علاقة بفقدان الخصوبة عند الرجال لأن الحرارة المنبعثة منه تؤثر على السائل المنوي وتضعفه، لذا تنصح الدراسة الرجال الراغبين بالزواج والإنجاب التفكير قبل استخدام الكمبيوتر المحمول بسبب ارتباطه بالعقم.
وحذرت الدكتورة سوزان كافيك من المدرسة الطبية بجامعة لويولا في مايوود بولاية أيلينوي، من أن الحرارة المنبعثة من هذا الجهاز يمكن أن تؤثر على إنتاج السائل المنوي وتطوره وقد تضعف فرص هؤلاء الرجال في الإنجاب.
ونصحت كافيك الشباب من عدم وضع الكمبيوتر المحمول على الركبتين بل على طاولة أمامهم إذا أمكن من أجل الوقاية من التلف الذي قد يصيب النطف المنوية ويؤدي إلى التراجع في عددها ويؤثر على قدرتها على الحركة وإخفاقها في التخصيب والانجاب.
ويدمر عقل طفلك وأكدت دراسة بريطانية حديثة أن قضاء الأطفال ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر، يمكن أن يتسبب في تدمير جزء حيوي من عقولهم.
وأشارت سوزان جرينفيلد، مديرة المعهد الملكي ببريطانيا، إلى أن عقول الأطفال الذين يقضون كثير من الوقت أمام ألعاب الكمبيوتر وفي غرف الدردشة نجد أن الجزء الأمامي من الدماغ لديهم قد دمر ولا ينمو وغير نشط أيضاً، كما هو الحال عند دراسة أدمغة المقامرين ومرضي انفصام الشخصية والبدناء.
وأوضحت جرينفيلد أن أولئك الأطفال يخلطون بين الواقع والعالم الافتراضي علي شاشات الكمبيوتر، وفي تلك الحالة يزداد خطر الإصابة بفقدان القدرة علي التفكير من الناحية العصبية.
وأضافت جرينفيلد أن في الحياة الطبيعية لا يمكن للطفل إعادة الموقف أكثر من مرة، لكن يمكنه عمل ذلك في ألعاب الكمبيوتر، حيث يمكنه البدء ثانياً، عند كل مرة ينتهي فيها، مؤكدة أن ذلك يعد مشابه للمقامرة أو لتعاطي المخدرات، في مصطلحات الكيمياء العصبية، حيث إن في كلا الحالتين يكون هناك نفس الحالة من عدم الندم علي النتائج والخلط بين الحقيقة وحياة الشاشة. **نصائح لتفادي مشاكل الجلوس ينصح الأطباء بمراعاة بعض الخطوات المهمة لتفادي العادات السيئة والأمراض الناتجة عن الجلوس السيئ ولمدة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر.
وأشار الأطباء إلى أنه يجب أن يكون مستوى الرأس مستقيماً أثناء الجلوس أمام الكمبيوتر على أن نتجنب انحناء الرقبة قدر الامكان، كما يجب أن يتحرك الشخص الجالس أمام الكمبيوتر من مكانه على الأقل لمدة دقيقتين كل نصف ساعة مع القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة في كل مرة ويجب أن يكون وضع الرأس والعمود الفقري مستقيمين، كما يجب اغلاق شاشة الكمبيوتر من وقت لآخر وتركيز النظر على منظر خارجي لإراحة عضلات العينين.
واخيراً يجب عدم تناول الطعام أثناء العمل على الكمبيوتر لتفادي زيادة الوزن.
المصدر : سيدتى