WpMag

اضافات بلوجر

أخبار

قصة حب حماده هلال وشيرين عادل



 
اعتبره البعض صوت ثورة يناير عندما غنى “شهداء 25 يناير ماتوا في أحداث يناير”، وكان من نصيب هذه الأغنية عشرات من التعليقات الساخرة بسبب ركاكة الكلمات، وباءت وقتها كل محاولاته بالفشل في الشعبطة على أكتاف الثورة ليصبح مطربها، حيث اتجهت الأنظار أكثر إلى مطربين جدد تفجرت مواهبهم في ميدان التحرير، مثل “عزيز شافعي”، و”حمزة نمرة“، و”رامي جمال“، و”هاني عادل” وغيرهم.


محمد فؤاد


صحيح أن حمادة لم يتورط مثل “تامر حسني” ويعد أغنية عن “حسني مبارك” يطالبه بالبقاء رئيسا مدى الحياة، ثم بعد ذلك يذهب إلى ميدان التحرير ويطرد شر طرده، كما إنه لم يندفع مثل “محمد فؤاد” الذي تحرك وكأنه قطار منزوع الفرامل مهددا الجميع بالانتحار وأقصد بالجميع جمهوره، وقال بالحرف الواحد لو “مبارك” تنحى فسوف أنتحر وبالطبع أجبر الشعب “مبارك” على التنحي، بينما لم ينفذ “فؤاد” تهديده، وإن كان النت قد امتلأ بالكلمات الساخرة من “فؤاد” التي طالبته ولا تزال بتنفيذ الوعد.


“عمرو دياب” اختار الصمت حتى لا يحسب عليه موقف.. كان “حمادة” بالقياس بالآخرين، هو الأهدأ في التعامل مع الثورة، ولكنه ليس بالتأكيد هو مطرب الثورة أراها واسعة شوية، وربما لهذا السبب قرر محاولة انتزاع لقب ممثل الثورة.


“كراهية الأمن”:

جاء فيلم حمادة هلال “أمن دولت”، وهو يعزف على وتر حساس وهو كراهية أمن الدولة، التي كانت تشكل عند الشعب المصري أحد الأسباب لقيام الثورة، لقد كان أمن الدولة أيام المخلوع سلاحا في يد النظام لتشويه الشرفاء.أمن الدولة الذي تم اقتحام مكاتبه بعد الثورة كان جهازا سيئ السمعة عند الجمهور. تلك هي الصورة الذهنية التي أصبحت راسخة عن أمن الدولة، التي أدت إلى أن يقدم صناع الفيلم هذا السيناريو الذي تم فيه تغيير اسم “أمن الدولة” إلى “أمن دولت”.


في الماضي كانت كل الأعمال الفنية قبل الموافقة على تصويرها ينبغي أن تحظى بموافقة وزارة الداخلية وتحديدا أمن الدولة، وهكذا أصبحت السخرية من هذا الجهاز سلاحا مشروعا في أيدي السينمائيين، وربما وجدوها أيضا فرصة للتنفيس عن مشاعر الكبت لدى الجمهور ضد ممارسات أمن الدولة.


المؤكد أن فيلم “أمن دولت” تمت كتابته بعد الثورة ولا يمكن تصور أنه مثلا مثل فيلم “صرخة نملة” الذي تم تعديله بعد الثورة ليتوافق مع أحداثها بينما “أمن دولت” كان الحافز لإنتاجه مواكبة الثورة، وتم الدفع باسم “حمادة هلال” لأنه لا يزال في الميدان فهو المطرب الثاني بعد “تامر حسني” الذي لا يزال لديه قدرا من الجاذبية السينمائية يتيح المراهنة عليه مجددا بعد أن ابتعد كل من “مصطفى قمر” ثم “مدحت صالح” عن تقديم الأفلام، والحقيقة هي أن شركات الإنتاج لم تجد في “قمر” و “مدحت” ما يشجع على تكرار تجربة الإنتاج السينمائي.


بالتأكيد إن “تامر حسني” حاليا هو المطرب الأكثر جاذبية في الساحة الآن بالمقارنة بالآخرين والفارق في الأرقام شاسع بينه وبين “حمادة” ولا توجد منافسة رقمية إلا أن هذا لا يعني أن أفلام “حمادة” السابقة وهي “عيال حبيبة”، و”العيال هربت”، و”حلم العمر”، و”الحب كله” وصولا إلى “أمن دولت” كانت أفلاما تجارية فاشلة، ربما لم تحقق إيرادات ضخمة إلا أنها -وهذا هو الحد الأدنى- استطاعت أن تصمد في دور العرض وحققت هامشا معقولا من الربح يشجع على استمرار المراهنة على “حمادة”.


في فيلم “أمن دولت” لم يشعرني الكاتب “نادر صلاح الدين” ولا المخرج “أكرم فريد” بأن أي منهما لديه تفصيلة ولا أقول بصمة مجرد تفصيلة أو موقف كوميدي جديد، فهو عمل فني أرشيفي، كل المواقف تشعرك وكأنها سابقة التجهيز الدرامي والإخراجي.


يؤدي “حمادة” دور ضابط أمن دولة يحمي سيدة تهددها جهات أمنية أجنبية، خلال ذلك يتعرض الفيلم إلى كل الممارسات الخاطئة التي ارتبطت بأمن الدولة، مثل الحصول على الاعترافات باستخدام أبشع الأجهزة وتعذيب الأبرياء.


“مبالغة في الأداء”:

الهدف من الفيلم هو أن يلتقي “حمادة” بأطفال هذه الأسرة مختلفي الأعمار، ليحل مشاكلهم وفي الوقت نفسه ينقذ أمهم ولا بأس من قصة حب هامشية مع “شيرين عادل”، وتنتهي الأحداث بإنقاذ الأم وإنقاذ الأطفال ويدفع الثمن بالطبع جهاز أمن الدولة، الذي نكتشف أن “حمادة” لم يكن يريد الالتحاق به، ولكنها رغبة أبيه التي دفعته إلى الالتحاق بهذا الجهاز الحساس، ويبدو أن “حمادة هلال” على الرغم من أنه وصل إلى رتبة رائد فى الشرطة، ولكنه غائب عن استيعاب أنه يعمل فى جهاز يمارس التعذيب ضد المواطنين الأبرياء.


لجأ “حمادة” إلى نوع من الأداء الصارخ، حيث الأيدي تتحرك بعصبية غير مبررة، والصوت يعلو بلا منطق، والعيون تجد فيها الدهشة فى كل مشهد حتى لو لم يكن هناك أسبابا للدهشة، وبالطبع فإن هذه مسئولية المخرج الذي ترك الأطفال الذين يشاركون فى التمثيل يبالغون أيضا في الأداء.


كما أن بالفيلم نحو أربع أغاني تناثرت هنا وهناك بلا منطق درامي. الفيلم في النهاية خاطب جمهور العيد من الأطفال، وحقق لا شك قدرا من النجاح التجاري، ولكنه يشبه عود الكبريت يشتعل مرة واحدة.. إنه فيلم يتحداك أن تتذكره مرة أخرى، فهو صنع لكي تنساه ليس فقط بعد أن تشاهده ولكن وأنت تشاهده.

���������